ايها الاخوة الكرام
لا اعتقد ان هناك فردا منا او احدا من غيرنا يملك معنى ولو بسيط للانسانية لم يتألم لمنظر منتخب العراق وهو يفترش ارضية المطارات ولساعات طويلة جدا فاقت اليوم او جزء من اليوم الكامل وهناك بعض الملاحظات ، يبدو ان الاخوة من شدة حماسهم لم ينتبهوا لها كثيرا ، وهو ان الوضع العراقي ومنذ فترة ليست بالقصيرة يعيش دوامة الصراع والبقاء على الكراسي والمناصب ، لدرجة ان لايفعل احدهم شيئا الا لمصلحة معينة او اسقاط خصم من خصومه او مسك امور معينة على من يحالفة من اجل التهديد بها والتلويح باظهارها في وقت الحاجة هذا هو حال العراق .
لكن استوقفتني كثيرا مسألة الترانزيت الطويل جدا للمنتخب العراقي مما جعل اللاعبين المسافرين يفترشون ارضية مطار المنامة ، موقف توقفت عنده لان كل شركات الطيران العالمية تتعهد بحجوزات فندقية بالترانزيت ان زاد وقت الترانزيت عن العشر ساعات ، ويبدو ان الترانزيت العراقي قد فاق ذلك ، فلماذا ياترى لم يذهبوا للفندق ؟؟
ثانيا هذا الامر في الدول العربيه القريبة من بعضها نادرا جدا ما يحصل ولا يكون الا نتيجة خطأ ، فخطوط الطيران المباشر متوفرة وبشكل كثيف ، فلماذا لم يتم الحجز على خط طيران مباشر؟
كل هذه الاوليات جعلت الامر يبدو مشوشا وليس بريئا ابدا ، بل تكاد رائحة التدخل والتعمد على اظهار المنتخب بهذه الحالة تبدو واضحة للعيان لكل من تدبّر الامر جيدا ، فالاطراف المعنية بهذا الامر والتي يدور كل شئ في رحاها هم ثلاثة اطراف اولا الاتحاد الغير مبالي سوى بنفسه ، ثانيا اللجنة التي لا يهمها سوى جلب الاموال ، ثالثا الحكومة العراقية التي تعتني بكل المصالح الا العراقية .
لا تنسوا ان هناك صراعا قويا على المال بين الطرف الذي يمثل الرياضه العراقية بشقيه الاتحاد واللجنة من جهه ، والطرف الثاني الحكومة التي لا ترى ولا تسمع سوى للغة الكراسي والمقاعد والمفاوضات والمضارابات والحصص وتوزيع الاموال .... الخ
فاظهار المنتخب بهذا الشكل كان متعمدا من الجهة المسؤوله عن رعاية المنتخب ، بل وتصويره بهذا الشكل كان هو المطلوب بالنسبة لهم ، فكما تعلمون لان هذه اصبحت وسيلة ضغط من قبلهم (الاتحاد او اللجنة او كليهما) ، ليدخلوا في طرف المساومات المالية مع الحكومة او اللاحكومة على الاصح من جهة ، والجهة الثانية هو احتمال تبرعات خليجية هدفها الترويج الاعلامي لهم كأمراء وملوك وكما حصل سابقا ومن قبل دولة معروفة ، فهذا الامر يشجع محبي الاطراء والمديح من قبل امراء او ملوك لتقديم بعض الشيكات للجهة العراقية المستفيدة ، بل ولعل النتيجة افضع مما يتصور او يتخيل احد ، بل لعل ان خيوطا من القطط السمان في الحكومة لها يد فيما جرى مقابل نسب وارباح معينة مما ستقدمة الحكومة نتيجة الضغط عليها بهذا الجانب ، فكل الحكومات التي تعاقبت على هذا البلد المظلوم هي حكومات صفقات وليس وزير الكهرباء والتجارة ببعيد .
ومن اجل تأكيد هذا الامر لكم ايها الاعزاء وتبيان هذا للناس جميعا قمت ببحث سريع بيوم رحلة المنتخب العراقي الى اليمن قادمين من الامارات العربيه فوجدت خطين الى عدن مباشرة دون ترانزيت لا طويل ولا قصير ومدة الرحلة ساعة واربعين دقيقية 1.40 فقط وهي فترة ممتازة ورحلة مريحة , وتكلفة اقل طبعا والشركتين هما الاتحاد للطيران , الخطوط الجوية اليمنية
فلماذ لم يتم الحجز عليهما ؟؟ نعم اذن فالمسألة اكبر مما يتصوره البعض هي متاجرة بعناء هؤلاء المساكين من اجل تحقيق بعض الاصفار الاضافية في ارصدتهم الممتلئة ، ياللعار .
فهذه المسألة كما يبدو هي متعمدة ، وهي تقع ضمن الصراع القائم على الدعم المادي ومن اجل توليد الضغط الاعلامي .